تابعنا جديد موقعنا

تميز بلا حدود
سجل في الموقع واربح معنا
أحدث المشاركات

هل تعرف الاحتراق الوظيفي ؟

 


الاحتراق الوظيفي

عندما تشعر بأن ضغط العمل يستنفذ طاقتك ويؤثر على حياتك الشخصية وينتابك شعور الإصابة بالإحباط وتبدأ رحلة التكاسل والكف عن البذل والعطاء بعد ذروة النشاط

فاحتمال إصابتك بحالة ما يُسمَّى بالاحتراق الوظيفي أمر حتمي وانعكاساته على الأفراد خطيرة، تزيد من وتيرة العزلة والشعور بعدم الجدوى وتدنِّي التطلعات المهنية. كما أنَّ كُلفته على أصحاب العمل تشمل تدنِّي الأداء والتغيب والدوران الوظيفي وانخفاض الالتزام والمعنويات، والارتياب تجاه الآخرين وتدني الرغبة في مساعدتهم فهذا الاحتراق الوظيفي هو عبارة عن متلازمة ناتجة عن الإجهاد المزمن المرتبط بالعمل، والشعور باستنفاد الطاقة والإرهاق، أو الشعور بالسلبية والسخرية المتعلقة بالوظيفة، وانخفاض الكفاءة المهنية بالتدريج. كما يُمكن أن يصل بك الأمر في لحظة مُعينة، أنَّ إصابتك بالاحتراق الوظيفي قد أصبحت واقعاً لا مفر منه.

 يقول الأخصائيون بأنّهاَ مجرّد حالة نفسية يُمكن أن يمرَّ بها أي شخص مهما كانت وظيفته، وتحدث غالباً في مؤسَّسات لا تراعي حقوق موظفيها ولا توليهم الاهتمام والمسؤولية اللازمين وبالتالي فهي لا تستحقُّ كل هذا التهويل والاستياء.

غير أنّ الحقيقة هي غير ذلك تماما والإحساس بالاحتراق الوظيفي هو شيء مؤلم ومؤلم جدّا, فعندما تشعر بالاحتراق الوظيفي في عملك تشعر بأنك تتضاءل شيئا فشيئا، وكأن جزءاً منك قد تلاشى وتوارى وتصبح التحديات التي كانت محفّزة ومن الممكن التعامل معها في السابق، عصيِّة وصعبة وهو بالتالي الوجه الآخر المُناقض لمعنى الارتباط بالعمل. فالموظف المُلتزم نشيط ومنخرط وذو أداء عال، بينما يكون الموظف المحترق وظيفياً مرهقاً ومتذمراً ومقهوراً.

وقد أظهرت الدراسات والبحوث في الموضوع بأن الاحتراق الوظيفي له ثلاثة أبعاد: التعب العاطفي وتبدد الشخصية والتقدير الذاتي المتدني. فعندما تكون متعباً نفسياً لا تشعر بأنك مستنزف من الناحية العاطفية فقط، ولكن أحياناً تشعر أن الاستنزاف وصل إلى جسدك وفكرك أيضاً. كما أنك لا تستطيع التركيز، وتغضب وتضطرب بسهولة. ويتجسد تبدد الشخصية في مشاعر اللامبالاة والارتياب تجاه الأشخاص الواجب التفاعل معهم من خلال وظيفتك. وأسوأ ما في هذا الأمر هو أنك لا تجد طريقة مجدية للخروج من مأزقك، على الرغم من أنك لا تستطيع تخيل بقائك على هذا الحال مدة أطول.

إن هذا البعد الثالث من الاحتراق الوظيفي، أي التقدير المتدني للذات، هو الذي يحصر الكثير من الموظفين في وضعيات المعاناة. فعندما تُنهك بشدة، تتراجع قدرتك على الأداء ، وقد تتطور الأمور بشكل خبيث فيسيء بعض رؤساء  العمل في فهم الموظف الذي يعاني من الاحتراق الوظيفي، ويعتبرونه موظفاً غير متعاون وضعيف الأداء بدلاً من اعتباره في أزمة. وعندما يحدث ذلك فمن المستبعد أن تحصل على الدعم الذي تحتاجه بشدة.

وفي نفس الموضوع أثبتت دراسات أخرى أنّ الاحتراق الوظيفي يبرز أكثر عندما تتجاوز الطلبات التي يواجهها الموظفون في العمل الموارد متوفِّرة لديهم للاستجابة لها. وتعتبر بعض أنواع الطلبات أكثر تسبباً في إرهاق الموظفين إلى درجة الاحتراق الوظيفي، خصوصاً أعباء العمل الثقيلة والضغوطات الشديدة للقيام بأعمال دون مجالات الاختصاص و"التوقُّعات" غير الواضحة أو المتضاربة. فالبيئة التفاعلية المُؤذية، سواء ظهرت في سلوكيات "عرقلة" الآخرين أو "الغدر" أو المعاملة "الفظة" أو ضعف الثقة، تعتبر بيئة خصبة للاحتراق الوظيفي، لأنها تتطلب الكثير من الجهد النفسي للتعامل مع الموقف وحده. كما أن صراع الأدوار الذي يبرز عندما تتعارض تطلُّعاتك إلى أحد المناصب المهمة بالنسبة لك مع تطلُّعات آخرين، يزيد ذلك أيضاً من خطر الاحتراق الوظيفي. 

وللتعافي من هذا الاحتراق الوظيفي، من المُهم أن نفهم أنه أساساً حالة استنزاف للموارد. وهذا يعني أنه لا يُمكنك التغلب على الاحتراق الوظيفي بمجرد أن تقرِّر تمالك النفس.

فالأهمّ من كل ذلك هو استغلال الفرصة لإعادة التقييم إذ تدخل بعض حيثيّات مهنة ضمن نطاق قدرتك على تغييرها، بينما تظل أمور أخرى خارج نطاق هذه القدرة. فإذا كانت ثقافة المؤسسة التي تعمل بها تعرف على سبيل المثال طغيان المعاملة الفظة، فمن المستبعد تماماً أن تحقق النجاح في مواجهة الاحتراق الوظيفي. وإذا لم يكن لمحتوى العمل أي علاقة باهتماماتك الأساسية، فإن إيجاد عمل آخر أكثر جدوى قد يكون خطوة مهمة في طريق النجاح. إذ ليس هناك عمل يستحق التضحية بصحتك أو سلامتك أو روحك. ولهذا يُمثل الاحتراق الوظيفي بالنسبة للكثيرين الرافعة التي تحفزهم على أخذ استراحة ومراجعة النفس وخلق مسار مهني أكثر إرضاء من الذي كانوا قد تخيلوه في السابق.

منقول بتصرف..

شارك الموضوع
تعليقات
متاطبق ادستس
مكان لاعلان